يشكّل الطلاق بالتراضي إحدى صور الانفصال التي يتفق فيها الزوجان على فسخ عقد الزواج باتفاق متبادل ورضى تام، كما يحدث هذا النوع من الطلاق بوجود تفاهم واتفاقية واضحة بين الطرفين لإنهاء العلاقة الزوجية بطريقة هادئة وبدون صراعات، حيث تكون الإتفاقيات المحددة بينهما محورية لإنجاح هذه العملية، حيث يجتمع الزوجان لتحديد الشروط والتفاصيل المرتبطة بالطلاق بطريقة تحافظ على الاحترام والأدب، يعد هذا النوع من الطلاق مرغوبًا عند الله تعالى، إذ لا يتعرض أي من الطرفين للظلم أو التعسف في هذه العملية، يُنهى الزواج بطريقة تُحترم فيها حقوق الطرفين، محترمين الفترة التي قضوها سويًا برغم نهايتها، هذا النوع من الطلاق يمثل ختامًا للعلاقة بالمعروف كما بدأت، ويُحكم إنهاء الزواج بطريقة تعكس الود والتفاهم بين الأزواج.
الإجراءات المُتّبعة لإتمام عقد طلاق بالتراضي
هناك عدة خطوات وإجراءات تُتبع عادةً عند تعبئة نموذج طلب الطلاق بالتراضي:
- يتم تعبئة نموذج طلب الطلاق بالتراضي، حيث يُسجّل تفاصيل الزواج والأسباب المحتملة للطلاق.
- يجب إظهار الأوراق الرسمية التي تثبت وجود الزواج، مثل عقد الزواج أو الدفتر العائلي.
- يُستفسر من الجهة المسؤولة عما إذا كان هناك طلاق سابق وقع بين الأزواج أم لا.
- الرجل يقوم بحضور الجهة المسؤولة عن الإفتاء ويُثبت شخصيته عادةً بوثائق رسمية مثل بطاقة التعريف الوطنية.
- يتم تحويل الحالة والطلب إلى المفتي للتدقيق والموافقة على الطلاق.
- يقوم المفتي بتدقيق الحالة والتأكد من شروط وجوانب الطلاق بالتراضي قبل التوقيع عليها.
- بعد الموافقة من المفتي، تتم مراجعة الطلب من قبل المحكمة الشرعية لتسجيل حالة الطلاق بشكل رسمي.
الأسباب التي تُؤدي للطلاق
هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى اتخاذ القرار بالطلاق بالتراضي، وتختلف هذه الأسباب من شخص لآخر. من بين الأسباب الشائعة يمكن ذكر.
- تتغير المشاعر مع مرور الوقت، وقد يتوقف الزوجان عن الشعور بالحب أو الانسجام الذي كانوا يشعرون به في البداية.
- يمكن أن يؤدي اختلاف في التوقعات المستقبلية أو القيم والمبادئ إلى تباعد الأزواج وصعوبة استمرار العلاقة.
- عدم القدرة على التواصل الفعّال وفهم احتياجات الطرف الآخر يمكن أن يؤدي إلى تراكم المشاكل.
- الضغوط المالية قد تكون مصدر توتر كبير في العلاقة وتؤدي إلى قرارات بالتفكير في الطلاق.
- تغيرات مفاجئة في مسارات الحياة المهنية أو الشخصية يمكن أن تؤدي إلى تغييرات في العلاقة الزوجية.
- قد يكون هناك اختلاف في التوقعات بشأن الحياة الأسرية المستقبلية، مما يؤثر على استمرارية العلاقة.
- صعوبات صحية أو نفسية لأحد الأزواج قد تكون مصدر تحديات كبيرة في العلاقة.
- تجربة الخيانة قد تكون صدمة كبيرة وتؤدي إلى فقدان الثقة وصعوبة في استعادتها.
- في بعض الحالات، يكتشف الأزواج اختلافات جوهرية لا يمكن التغلب عليها، مما يجعلهم يفضلون الانفصال.
تلك هي بعض الأسباب الشائعة، ويجدر بالذكر أن قرار الطلاق قد يكون نتيجة لتداخل عدة عوامل تتفاعل معًا في حياة الأفراد.